أكادير.. اعتداء شنيع على كاتب محلف أثناء أداء مهامه يثير موجة استنكار واسعة

هبة بريس – عبد اللطيف بركة

في واقعة صادمة هزت الأوساط المهنية والقضائية بمدينة أكادير، تعرض الكاتب المحلف لدى المحكمة الابتدائية، يوم الثلاثاء الماضي ، لاعتداء عنيف من طرف مجموعة من الأشخاص أثناء مزاولته لمهامه التبليغية بأحد أحياء جماعة الدراركة شرق مدينة اكادير.

وحسب بلاغ استنكاري صادر عن المكتب الجهوي للنقابة الوطنية للكتاب المحلفين بأكادير، فإن الاعتداء تم بشكل منظم من طرف أربعة أشخاص، اثنان منهم على متن سيارة والآخران على متن دراجة نارية، أحدهم نجل الشخص المعني بالإجراء القضائي موضوع التبليغ.

 

وقد قام الجناة، حسب ذات البيان، بمحاصرة الضحية والاعتداء عليه بالضرب المبرح على مستوى الوجه والرأس، مستعملين قبضة أسلحة بيضاء كبيرة الحجم، مما تسبب له في كدمات وجروح بليغة، إضافة إلى تمزيق ملابسه.

ولم يكتف المعتدون بذلك، بل عمدوا إلى سلب بطاقة الكاتب المهنية ووثائق الإجراء القضائي الذي كان مكلفاً بتبليغه، ثم قاموا بتصويرها بهواتفهم النقالة وسط وابل من السب والشتم، في مشهد وصفته النقابة بأنه “سلوك إجرامي خطير يعرقل سير العدالة ويمس بهيبة الجهاز القضائي”.

وفور وقوع الحادث، انتقل الضحية إلى سرية الدرك الملكي، حيث تم تحرير محضر رسمي والاستماع إلى أقواله، مما مكن من تحديد هوية المعتدين. كما تم التواصل الفوري مع رئاسة المجلس الجهوي للمفوضين القضائيين بأكادير، التي بدورها قامت بربط الاتصال بالنيابة العامة المختصة قصد مباشرة الإجراءات القانونية العاجلة.

وفي بادرة تضامنية، قام وفد من أعضاء المكتب الجهوي للنقابة، يتقدمهم رئيسهم يونس الشادلي، بزيارة المعتدى عليه  في منزله، لتقديم الدعم النفسي والاطمئنان على حالته الصحية، والوقوف على تفاصيل الحادث من لسانه مباشرة.

النقابة، في بيانها، عبرت عن إدانتها الشديدة لهذا “العمل الإجرامي الجبان”، مؤكدة تضامنها الكامل واللامشروط مع الكاتب المتضرر، كما دعت جميع أعضائها إلى الالتفاف حول إطارهم النقابي من أجل الدفاع عن كرامة المهنة وضمان حماية المنتسبين إليها من أي اعتداءات مماثلة.

وتطرح هذه الواقعة، مرة أخرى، تساؤلات جادة حول تأمين الحماية للكتاب المحلفين والمفوضين القضائيين أثناء مزاولتهم لمهامهم، خصوصاً في المناطق التي قد تشهد توتراً نتيجة طبيعة بعض الإجراءات القضائية.

التحقيقات لا تزال جارية، وسط مطالب واسعة بضرورة الضرب بيد من حديد على أيدي المعتدين، ورد الاعتبار للمتضرر، وصون كرامة المهنة واستقلاليتها.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى