
صفرو تائهة بين صراع المصالح وغياب البوصلة السياسية: تنمية معطلة ورئيس بلا انتماء!
هبة بريس- مكتب فاس
صفرو، المدينة التي لطالما شكّلت فضاءً للثقافة والتعايش، تعاني اليوم من اختناق تنموي غير مسبوق. أسباب هذا الوضع كثيرة، لكن أبرزها يبقى غياب حكامة حقيقية داخل المجلس الجماعي، الذي تحوّل إلى ساحة للصراعات والمزايدات، بدل أن يكون رافعة للتغيير المحلي. واللافت في هذا المشهد أن رئيس المجلس الجماعي نفسه يفتقر إلى الانتماء الحزبي، وهو ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول طبيعة التسيير ومستقبله.
مجلس مفكك وقيادة ضبابية:
منذ بداية الولاية الحالية، لم يستطع المجلس الجماعي في صفرو أن يضع بصمة واضحة على مسار المدينة. قرارات مرتجلة، مشاريع متعثرة، وجلسات تعقد فقط لتسجيل الحضور أو لتصفية حسابات داخلية. المواطنون يلاحظون غياب استراتيجية متكاملة تُعنى بحاجياتهم، مما يكرّس الشعور بالتهميش واللاجدوى.
رئيس بدون تجربة ولا حزب… ينتظر “عرضًا سياسيًا”:
الأكثر غرابة أن رئيس المجلس الجماعي الحالي لا ينتمي لأي حزب سياسي، وهو ما جعل تسييره للمدينة يتم خارج أي إطار مؤسساتي أو مرجعي. وبدل أن ينكب على حل مشاكل المدينة، تشير مصادر محلية إلى أنه منشغل بالبحث عن حزب يفتح له أبواب الترشيح في الاستحقاقات المقبلة، وكأن تسيير المدينة ليس سوى محطة عبور نحو أهداف شخصية.
صراعات داخل المجلس… والمواطن هو الضحية:
الاحتقان داخل المجلس لم يعد خفيًا. الانقسامات باتت تؤثر على كل الجوانب، من تعطيل المشاريع إلى تأخير الخدمات، إلى درجة أن الاجتماعات تتحوّل أحيانًا إلى صراع بين أطراف تلهث وراء النفوذ أو التموقع السياسي. وبالمحصلة، تختنق المدينة بين عجز القيادة وتناحر الأعضاء.
احتقان شعبي وثقة متآكلة:
في الشارع الصفري، يشعر المواطنون بأنهم خُدعوا. التغيير الذي وُعدوا به خلال الحملات الانتخابية لم يتحقق، بل ازدادت أوضاعهم تدهورًا. مطالبهم اليوم باتت بسيطة: طرق صالحة، إنارة، نظافة، فرص عمل، وكرامة. ومع كل خيبة، تزداد القناعة بأن الحل لن يأتي إلا برحيل هذه التركيبة الفاشلة.
صفرو لا يمكن أن تستمر رهينة لمجلس عاجز ورئيس “ينتظر” دعوة حزبية. المدينة تحتاج إلى مسؤولين يؤمنون بالعمل المحلي لا بالفرص السياسية. كما أن على السلطات الإقليمية والجهات الوصية أن تتحمل مسؤوليتها في مراقبة الأداء الجماعي وإنقاذ المدينة من مزيد من الانحدار.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X