ليام فوكس: دعم بريطانيا للحكم الذاتي بالصحراء قرار صائب وواقعي

أكد السير ليام فوكس، رئيس المجموعة البرلمانية البريطانية حول اتفاقيات أبراهام، أن المغرب، بفضل القيادة المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، يواصل بثبات مساره على درب التقدم الاقتصادي والسياسي.

وقال السير فوكس، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لاعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس عرش أسلافه الميامين، إن “المغرب يواصل، بفضل قيادة جلالة الملك، تحقيق التقدم الاقتصادي والاجتماعي الذي يتيحه الاستقرار السياسي”.

وأضاف أن القيادة الملكية أبانت عن وجود نظام حكامة وإطار دستوري ضامن للاستقرار، وهو عنصر أساسي لجذب الاستثمارات.

وأعرب، السيد فوكس، الذي شغل العديد من المناصب الوزارية منها الدفاع والتجارة الدولية، عن إعجابه بالطريقة التي تطور بها الاقتصاد والمجتمع المغربي بشكل عام، تحت قيادة جلالة الملك، واصفا هذا التطور بـ”الرائع” و”الفريد” على صعيد المنطقة.

وسجل السير فوكس أن “تحولا مذهلا قد حصل في مختلف أنحاء التراب المغربي”، مشيرا إلى أن هذا التحول مكن المملكة “من أن يصبح بلدا رائدا وشريكا استراتيجيا بالغ الأهمية”.

كما أشاد هذا العضو البارز في حزب المحافظين البريطاني بالتزام المغرب وانفتاحه على الاستثمارات الأجنبية، مسلطا الضوء على القطاعات العديدة التي يتوفر فيها المغرب على ميزة تنافسية مؤكدة، من قبيل الفلاحة واللوجستيك والطاقات المتجددة والمالية.

وأكد أن الأمر يتعلق بقطاعات تكرس ريادة المغرب الإقليمية، لا سيما وأن المملكة تتميز بموقع جغرافي بالغ الأهمية.

وفي هذا السياق، شدد السير فوكس على ضرورة تعزيز المبادلات الاقتصادية والتجارية بين المغرب والمملكة المتحدة، لاسيما من خلال توطيد الروابط مع القطاع الخاص البريطاني، الذي يمثل نحو 88 في المائة من اقتصاد المملكة المتحدة.

وسجل أن “الأمر يتعلق بإزالة العراقيل، سواء كانت قانونية أو من طبيعة أخرى، لتمكين المقاولات البريطانية من الاستفادة الكاملة من موقع المغرب، ليس فقط باعتباره البوابة الغربية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بل أيضا كنقطة ارتكاز شمال – غرب في القارة الإفريقية، وبالتالي كبوابة ولوج نحو جزء واسع من السوق العالمية “، مضيفا أن عددا متزايدا من الشركات البريطانية تسعى للاستقرار في المغرب والاستفادة من الإمكانات الكبيرة التي يزخر بها.

وقال: “أعتقد أن المغرب شريك جذاب للغاية أيضا في عدد من القطاعات التكنولوجية”، مضيفا أن المملكة “تفرض نفسها كقوة إقليمية”.

وفي هذا الصدد، شدد السير فوكس على أن العلاقات بين المملكة المغربية والمملكة المتحدة ترتكز على قاعدة متينة من الأواصر المتميزة التي جمعت على الدوام بين الأسر الملكية العريقة في البلدين.

وقال إن “بلدانا يتقاسمان، من بين أمور أخرى عديدة، نظاما ملكيا راسخا يمثل أساسا صلبا لنظامينا الحكوميين، فضلا عن ترسيخه لوشائج شخصية بين صاحب الجلالة الملك محمد السادس وصاحب الجلالة الملك تشارلز الثالث”، مؤكدا أن هذه الوشائج “تتجاوز الولايات السياسية، وترسي روابط دائمة وتاريخية” بين البلدين.

وأعرب السير فوكس، الذي دافع منذ سنوات من أجل موقف واضح للحكومة البريطانية لصالح سيادة المغرب على صحرائه، عن ترحيبه بالقرار الأخير للمملكة المتحدة بدعم مخطط الحكم الذاتي، معتبرا إياه “الأساس الأكثر مصداقية وقابلية للتطبيق وبراغماتية من أجل تسوية” لهذا النزاع المفتعل.

وشدد على أن دعم مخطط الحكم الذاتي يمثل “القرار الصائب للحكومة البريطانية”، مضيفا أن “هذا المخطط هو الخيار الأفضل المطروح على الطاولة، بل الخيار الوحيد القابل للتطبيق”.

وفي هذا السياق، قال إن الدعم الذي عبر عنه وزير الشؤون الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، في يونيو الماضي، “قرار منطقي تماما”، مبرزا أن هذا القرار سيساهم، على الصعيد الاقتصادي، في فتح آفاقا أرحب للاستثمار البريطاني في المغرب.

وبالنظر إلى الدور المحوري الذي يضطلع به المغرب لفائدة الأمن والاستقرار في المنطقة، أكد السياسي البريطاني على أن حلفاء وأصدقاء المملكة مدعوون إلى دعم مخطط الحكم الذاتي خدمة للأمن الإقليمي، لافتا إلى أن هذا الأمر “سيكون له أثر مباشر على أمننا”.

كما توقف السير فوكس عند دور المغرب كقوة استقرار وتقدم اقتصادي في منطقة غرب إفريقيا، ولاسيما منطقة الساحل، مسجلا أن تطوير ميناء الداخلة “يفتح ممرا جديدا نحو الساحل وبعض مناطق غرب إفريقيا”.

وخلص إلى أن المبادرة التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والرامية إلى تعزيز ولوج بلدان الساحل إلى المحيط الأطلسي، تتيح فرصا هائلة لتطوير التجارة عبر مجموع منطقة الساحل والواجهة الأطلسية لإفريقيا

(ومع)



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى