
مأساة شاطئ دار بوعزة.. قصة غيثة التي تحولت إلى ضحية في لحظةٍ غافلة
هبة بريس – محمد زريوح
في صباح يوم صيفي عادي بشاطئ دار بوعزة ، كان الجميع يظن أن اليوم سيكون مثل أي يوم آخر، ولكن سرعان ما تحول المشهد إلى كابوس مرعب.
الطفلة غيثة، ذات الأربع سنوات، لم تكن تعلم أن لحظة لعبها البريئة على رمال الشاطئ ستنتهي بصرخة مدوية، ودماء تنزف من جمجمة مهشمة تحت عجلات سيارة رباعية الدفع تجر جيت سكي.
كان الأب على بعد أمتار قليلة من طفلته، يحفر لها حفرة صغيرة في الرمل، كما يفعل أي أب يحب أن يشارك طفله لحظات من الفرح البسيط. لكن في لحظة غفلة، ابتعد لبضع لحظات ليشرب الماء، وعندما عاد، اكتشف أن ابنته غارقة في دمائها.
كان أمامه خيار واحد فقط: أن يحملها بين الحياة والموت، ويسرع بها إلى أقرب مصحة. هناك، كشف الأطباء عن كسور عميقة في الجمجمة، مما استدعى تدخلًا جراحيًا عاجلاً.
لكن فاجعة الحادث لم تتوقف عند الإصابات الجسدية فقط. فبحسب رواية الأب، كانت الصدمة الكبرى في التصرفات التي صدرت عن عائلة المتهم، حيث قالوا له بصراحة جارحة: “عندنا الفلوس”.
هذه الكلمات كانت بمثابة ضربة قاسية للأب الذي كان يبحث عن عدالة وأمل. بدلاً من التضامن والاعتذار، كان الرد هو تسليط الضوء على المال كوسيلة لشراء البراءة.
و تثير هذه الحادثة العديد من الأسئلة حول العلاقة بين المال والعدالة في المجتمع. هل يمكن أن تكون الأموال أداة للتحايل على القانون؟ وهل ستظل العدالة تتساوى بين الجميع، بغض النظر عن قدراتهم المادية؟ تلك الأسئلة تطرح نفسها، بينما غيثة تكافح من أجل البقاء على قيد الحياة.
الفقدان لا يقتصر فقط على الأذى الجسدي، بل يمتد إلى الأضرار النفسية العميقة التي لا يمكن أن تُمحى بسهولة. الأب لا يستطيع العودة إلى المنزل، حيث كانت ابنته هي من تفتح له الباب كل يوم. أما الرضيعة الصغرى، فقد فقدت قدرتها على الرضاعة منذ الحادث. والأم، التي تعيش في حالة صدمة لا تجد لها علاجًا، تكابد الألم كل يوم.
و تعيش العائلة اليوم في حالة من الألم المستمر. فكل لحظة تذكرهم بأن غيثة كانت مصدر سعادتهم، وأن حياتهم الآن غارقة في الأسى والحزن. تزداد المعاناة مع مرور الأيام، حيث تظل صور تلك اللحظة المفجعة في أذهانهم ولا يمكنهم التخلص منها.
و في هذه اللحظات العصيبة، غيثة بين الحياة والموت، والأسرة لا تطالب بتعويض مادي أو أي شكل من أشكال الوساطة. هم فقط يسعون إلى شيء واحد: العدالة.
و في هذا السياق، تبرز تساؤلات عديدة حول عدالة المجتمع وكيفية تطبيقها، خاصة عندما تتشابك مع المصالح المادية والأسرار الخفية.
وفي النهاية، يبقى السؤال الأهم: هل ستنتصر العدالة في هذه القضية، أم أن المال سيظل له الكلمة العليا؟ ما زال المجتمع يترقب تطورات هذه القضية، في وقت يحتاج فيه الجميع إلى الإجابة على أسئلة شائكة حول حقوق الأفراد وحمايتهم، في عالم قد لا يكون فيه المال هو الحل لجميع المشاكل.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X