أزيلال : هذه حقيقة الدخان الباطني المنبعث بمراعي “تنكارف”

ع اللطيف بركة : هبة بريس

كشف فريق علمي حقيقة الدخان المنبعث من باطن الأرض في مراعي “تنكارف” التابعة لجماعة “تاكلفت” بإقليم أزيلال.

وبعد معاينة مكان الدخان ، أكد الفريق التابع لجمعية “جيوبارك مكون” أن هذا الدخان لا علاقة له بأي نشاط بركاني كما تم تداوله، فيما شدد على أنه لا يشكل أي خطر على البيئة والإنسان.

وأوضح الفريق العلمي أن الأمر يتعلق بقاعدة جيولوجية صلبة مكونة من صخور تعود إلى الزمن الجيولوجي الثاني، ولا علاقة لها بالصخور والتشكلات الكارستية او البركانية.

وأوضح المتخصصون ضمن تقرير أصدروه عقب إجراء دراسة علمية لموقع الاحتراق الطبيعي لمراعي “تنكارف” أن المنطقة تتواجد داخل المجال الأطلسي المستقر بقاعدة صخرية جد صلبة، مبينين أنه تم حصر مجال تشكلات الخث في 1.5 هكتار، وبعد إنجاز الحفر لأخد القياسات تبين أن سمك الخث لا يتجاوز في أفضل الحالات 50 سنتمترا تشكلت فوق طبقة كلسية ترياسية غير نافدة لازالت تحتفظ برطوبتها وتشبعها بالمياه، وهو ما يفسر تشكل ضاية كبيرة غنية بالمواد العضوية مشكلة مجالا رطبا سمح بنمو النباتات بشكل كثيف.

وبين الخبراء أن “الغطاء النباتي للضاية تعرض عبر مئات السنين لتحلل الجدور والأوراق والأغصان مشكلا طبقة الخث المعني بالاحتراق، حيث تعلو طبقة قشرية من الطين لا يتجاوز سمكها بضع سنتمترات”.

وأشار التقرير ذاته إلى أنه “نتيجة للتغيرات المناخية وتوالي سنوات الجفاف وارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف الحالي 2024 لوحظ نضوب شبه كلي للمنابع المائية، وتعرض منخفض تنكارف للتجفيف أدى إلى انتفاخ الطبقة الاسفنجية للخث، وتعرضها للتشقق وبالتالي دخول الأكسيجين من بين الشقوق مما سهل احتراق المواد العضوية المركزة و الغنية بالكاربون والمصدرة لغاز الميتان على شاكلة التفاعلات التي تعرفها مطارح النفايات المنزلية”.

ولفت الباحثون إلى أن “موقع المنخفض ومكان الاحتراق بعيد عن المجالات الغابوية وعن الاستقرار السكاني باستثناء الرعاة الذين ألفوا الرعي بهذا الموقع الغني بالأعشاب والذي يشكل مجالا صيفيا مميزا لمربي الماشية في إطار منظومة الترحال”.

وذكر الفريق أن “عملية الاحتراق تتم بشكل بطيء، كما هو الحال بالنسبة لمنظومة الخث بكل مناطق العالم، مصدرة دخانا أبيض خفيفا مع نسب قليلة من غاز الميتان”، مشيرا إلى أنه “في حال تساقط الأمطار وعودة الجريان المائي السطحي إلى وضعه الطبيعي وعودة مستويات الإماهة أو التشبع المائي لطبقة الخث، ستعود الأمور إلى حالتها الطبيعية”.

وتبعا لذلك، دعا الفريق العلمي إلى اتخاذ الاحتياطات من طرف زائري هذا الموقع من قبيل وضع الكمامات الواقية واستعمال الاحذية المهنية لتفادي أي تسمم بالدخان والغازات أو التعرض للحروق، كما شدد على ضرورة تنبيه الرعاة إلى خطورة الاقتراب من موقع الاحتراق والنبش في مصادر خروج الدخان والغازات.

وومن جهة أخرى، شدد الفريق على ضرورة وضع يافطة علمية لتعريف الوافدين من سياح وساكنة مجاورة بخطورة رمي السجائر أو وضع مواقد نارية للطبخ داخل مجال ضاية تنكارف خاصة خلال فصل الصيف لتفادي الاحتراق.

قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى