أولاد عبو ببرشيد…مركز تجاري بتجمعات سكنية يعيش خارج ايقاعات الزمن” صور”
هبة بريس_ برشيد
غير بعيد عن قصبة أولاد سعيد دائرة سطات، وعبر الطريق الإقليمية 3601 التي تعاني الويلات بسبب تردي وضعية بنيتها التحتية المهترئة حفرا وغياب علامات التشوير، تستقبلك بلدية أولاد عبو على بعد 20 كيلومترا تابعة للنفوذ الترابي لإقليم برشيد، هنا بهذا المركز التجاري يكون المتسوقون وسكان البوادي المجاورة مع موعد انعقاد أكبر سوق أسبوعي يدعى ” جمعة أولاد عبو”..
مركز إداري واقتصادي لأهم منطقة فلاحية بإقليم برشيد وأقدمها، أناسها كرماء شرفاء كلامهم ” مرحبا وزيد القدام”، منطقة ظلت لسنوات مضت ترزح تحت طائلة التهميش ، ووطأة الإهمال ، وأضحى سكانها الذين يتعدى عددهم الآلاف نسمة يتجرعون مرارة تخلف منطقتهم عن ركب التنمية والازدهار ، ولم يشفع لها موقعها الاستراتيجي ، ولا تاريخ رجالاتها العظام المناضلين الشرفاء…
إن الزائر لهذا المركز ومجرد أن تطأ قدمه حبات تربتها الخصبة الغنية، وما أن يقوم بجولة قصيرة بشارع الرئيسي الوحيد اليتيم، حتى يُصاب بالذهول وهو يجوب الممرات ومرافقها الأساسية، يشعر حينها بالشفقة إزاء هذا الوضع المتأزم الذي يعيش في كنفه مواطنون لا حول ولا قوة لهم سوى التنديد بهذا الحال وبأعلى حناجرهم كلما تأتى لهم ذلك…
” هبة بريس” خلال زيارتها الميدانية بهذا المركز التجاري ، جالست البعض من شبابها بمقهى شعبي تنبعث منه روائح “فتيخ الجوانات بالعلالي”، الكل أجمعوا وتساءلوا عن السبب الرئيسي وراء تهميش منطقتهم، وعن أسباب تحولها إلى قبلة للدواب والكلاب الضالة وانتشار ظاهرة احتلال الملك العمومي وضعف خدمات المرافق الترفيهية والصحية، مطالبين بضرورة وضع برامج لمشاريع اجتماعية أو اقتصادية من شأنها إحداث دينامية بالمركز ، وحركية تخرجه من حالة الجمود القاتل الذي يبقى السمة السائدة له.
** مِلك عمومي محتل وسلطات محلية خارج التغطية
حتى المدارة الرئيسية بهذا المركز، تم احتلالها من قبل الباعة وعارضي الفواكه والخضر، وحتى الشوارع أصبحت موقفا للآلات الفلاحية وآلات الحفر والحصاد، فيما أصحاب محلات وجدوا الفرصة مواتية لتثبيت متاريس وحواجز أمام الممرات الخاصة بالراجلين، معرضين إياهم لخطر الحوادث.
فهل ستتحرك السلطات المحلية ومعها الأمنية والهيئات المنتخبة ، للقيام بحملات تمشيطية منسقة تروم معالجة الظاهرة؟
وهل هناك في الأفق خطة استراتيجية محكمة للنهوض بأوضاع المنطقة ، بغيرة وطنية عالية ، والدفع بعجلة التنمية، من خلال تسطير برنامج عمل بناء يترجم كافة تطلعات السكان الذين يمنون النفس بأن تصبح منطقتهم في أبهى حلة ، وترقى إلى مستوى مشرف ولائق بهم ، إسوة بباقي المراكز المجاورة؟ يتساءل آخرون.
وضع كهذا، يُسائل الجهات المعنية محليا واقليميا، من أجل التحرك لايجاد حلول عاجلة من شأنها أن تضمن لساكنة المنطقة العيش الكريم لهم من خلال خلق المبادرات والاعتناء بالفضاء البيئي واصلاح مرافق السوق الاسبوعي الذي يعد من أهم المرافق الذي تعول عليها ميزانية الجماعة، والعمل على محاربة ظاهرة ترويج مختلف أنواع المخدرات التي من شأنها أن تهدد عقول الشباب الذي يعاني ويلات البطالة والعطالة.