“التحول الفرنسي”..هل أدركت باريس أن تقربها من الجزائر ” خطيئة” ؟
هبة بريس /. الرباط
بيان حادّ اللهجة ذلك الذي خرجت به الجزائر، الخميس، تتحدث فيه عن تحول محتمل في الموقف الفرنسي تجاه قضية الصحراء كاشفة أن باريس أبلغتها بقرار دعم خطة الحكم الذاتي التي يقترحها المغرب لإنهاء النزاع، وهو ما اعتبرته الجزائر “قرارا غير موفق وغير مجدي”
وحول هذا الموضوع ، يقول المحلل المغربي مدير مركز الصحراء وأفريقيا للدراسات الاستراتيجية بالمغرب، عبد الفتاح الفاتحي إن الحسابات السياسية بين الجزائر وفرنسا “لم تنضج وربما هو ما جعل زيارة تبون نحو باريس تفشل أكثر من مرة، ومعها أدركت باريس أنها ارتكبت خطأ كبيرا خلال السنوات الأخيرة التي حاولت من خلالها التقارب معها”
ويوضح المحلل السياسي ، أن الرباط ظلت تعاتب فرنسا بأنه “كان عليها الأولى سياسيا وأخلاقيا واقتصاديا الاعتراف بمغربية الصحراء قبل الولايات المتحدة وباقي الدول الأوروبية، نظرا لحجم وقوة علاقاتهما الاقتصادية والتاريخية والسياسية الوثيقة”، وبالتالي تعرضت لضغوط للذهاب نحو هذا المنحى بعد ذلك.
ويرى الفاتحي أن فرنسا لطالما ظلت الشريك التجاري الأول للمملكة، وفهمت الرسالة التي بعثها الملك محمد السادس في خطاب “ثورة الملك والشعب” قبل سنتين والتي أكد فيها أن “ملف الصحراء هو النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم، وبأنه المعيار الواضح والبسيط، الذي يقيس به صدق الصداقات، ونجاعة الشراكات”.
وتحدث الفاتحي عن أن “التحول المنتظر” نتاج قطيعة طويلة بين المغرب وفرنسا، استعملت فيها هذه الأخيرة كل الوسائل لإخضاع المغرب سواء في البرلمان الأوروبي أو من خلال الترويج لاتهامات لا أساس لها أو تقاربها الفاشل مع الجزائر، كما أنه أيضا يأتي بعد “إدراك ماكرون أن الصحراء خط أحمر بالنسبة للمغاربة، علاوة على تقدير النخب السياسية الفرنسية لأهمية العلاقات مع المملكة” يقول الفاتحي الحرة