جرادة .. إطلاق مشاريع في إطار إستراتيجية “غابات 2020-2030”

هبة بريس : وجدة

أشرف المدير العام للوكالة الوطنية للمياه والغابات رفقة عامل إقليم جرادة خلال زيارته لإقليم جرادة يومه الثلاثاء 15 أكتوبر الجاري، على إطلاق عدد من المبادرات الرامية لتحقيق تنمية مستدامة في إطار استراتيجية “غابات المغرب 2020-2030″، وذلك بحضور النائب البرلماني عن دائرة جرادة، المنتخبون، رؤساء المصالح الخارجية الجهوية والإقليمية المعنية، رؤساء المصالح الأمنية.

وقد تمحور برنامج هذه الزيارة حول عدة مشاريع تهدف إلى الاستغلال المستدام للموارد الطبيعية، وتعزيز القطاعات الاقتصادية المحلية، والحفاظ على التنوع البيولوجي.

وتم إعطاء الانطلاقة لمشروع تأهيل وتهيئة المنتزه الطبيعي “الشخار” بالجماعة الترابية تيولي والذي سينطلق سنة 2025 بميزانية تقدر ب 80 مليون درهم، وذلك بهدف إعادة تأهيل الأصناف المحمية، وإحداث بنية تحتية تخدم السياحة البيئية، مما يعزز الاقتصاد المحلي من جهة ويحافظ على التنوع البيولوجي.

وقد تم خلال هذه التظاهرة، إعادة استيطان عدد من الأصناف المهددة كالغزال الجبلي والأروى والحفاظ على الموارد الطبيعية وإعادة تأهيلها لدعم التنوع البيولوجي.

وفي إطار تشجيع السياحة التضامنية القروية ذات البعد الايكولوجي البيئي، تم إعطاء الانطلاقة لمشروع إحداث مأوى سياحي في إطار الاحتلال المؤقت لمبنى ملك غابوي، بهدف خلق فرص العمل و توفير فضاءات الاستقبال.

وفي اطار تقييم مدى تقدم المشاريع المندرجة في اطار برنامج التنمية الغابوية ، تم بمنطقة “المحصر” التابعة للمجال الترابي لجماعة قنفودة، الوقوف على وضعية تقدم مشروع زراعة 330 هكتار من أشجار الخروب، بغلاف مالي ناهز 7,3 مليون درهم، وقد تم بهذه المناسبة تسليم شيك بقيمة 204.000 درهم لتعاونية “خيرات” بدوار مساعدة، كتعويض عن حق الرعي (المقاصة) في منطقة التشجير المحمية المحصر.

وبنفس الجماعة، تم إعطاء الانطلاقة لمشروع تربية الأحياء المائية في البيئة الصحراوية من خلال مشروع يهدف إلى تعزيز تربية الأحياء المائية المتكاملة، ويهدف هذا المشروع إلى تطوير إنتاج الأحياء المائية من خلال إدماج تربية الأسماك في أحواض الري بالإقليم، وتعزيز زراعة الطحالب مثل السبيرولينا أو غيرها لفائدة الشباب والنساء.

ويعتمد المشروع الذي تبلغ ميزانيته 25 مليون درهم على مدى ثلاث سنوات، على أربع لبنات رئيسية تتجلى في: إنشاء مركز تميز لإنتاج الأحياء المائية وتدريب العاملين في هذا المجال، ودعم الأنظمة الإنتاجية السوسيو-اقتصادية الملائمة للبيئة الصحراوية، وأيضا إنعاش مقاولات تربية الأحياء المائية في المياه البرية، وتشجيع السياحة البيئية المتعلقة بالصيد.

وبهذه المناسبة، تم بجماعة لعوينات إطلاق مشروع بقيمة 121,61 مليون درهم يهدف إلى حماية وتأهيل وتثمين مساحات إكليل الجبل ونبتة الحلفاء. وسيمكن هذا المشروع في إشراك التعاونيات الغابوية المحلية في التدبير المستدام لهذه الموارد الطبيعية، مما يوفر فرصًا للتنمية السوسيو-اقتصادية؛ كما تم إعطاء الانطلاقة لمشروع تأهيل الفضاء الطبيعي للغابة الحضرية، وذلك عن طريق صيانة التجهيزات والباحات الترفيهية المنجزة على مساحة 6 هكتارات في إطار الشطر الأول لبرنامج التنمية (2012-2014)، إضافة الى احداث باحات وتجهيزات ترفيهية جديدة على مساحة إضافية تقدر ب 54 هكتارا، حيث رصد للمشروع غلاف مالي قدر ب 11 مليون درهم، كما تم بهذه المناسبة تقديم عرض عن مشروع إعادة تأهيل الحزام الأخضر لمدينة جرادة، بكلفة مالية تقدر ب 93 مليون درهم برسم سنة 2025-2030، خصصت للمشروع مساحة 3.600 هكتار، يروم تجديد وإعادة تأهيل الحزام الأخضر، خلق متنفس طبيعي للساكنة، التخفيف من آثار التغيرات المناخية وتحسين المناخ المحلي وكذا محاربة انجراف التربة ومكافحة ظاهرة التصحر.

كما تم خلال هذه التظاهرة الكشف عن برنامج مخصص لتأهيل الغابات المتدهورة ومكافحة التصحر، ويهدف البرنامج إلى غرس 6800 هكتار على مدى ثلاث سنوات بميزانية قدرها 115 ملايين درهم، تم إطلاق الشطر الأول منها من خلال غرس 1580 هكتار سنة 2024؛ هذه الميزانية لاستعادة النظم البيئية الغابوية ومكافحة انجراف التربة والتعويض عن حق الرعي لفائدة الساكنة المحلية.

وقد توجت هذه الزيارة الميدانية كذلك، بتوقيع اتفاقيتين للشراكة تتعلق الأولى بتمويل مشاريع تنموية لفائدة أعضاء الجماعات السلالية بإقليم جرادة والمعنية بالاتفاقية الاطار بين وزارة الداخلية الوصية على الجماعات السلالية ووزارة الفلاحة والتنمية القروية و المياه و الغابات والاتفاقية الثانية تتعلق بتمويل اشغال ردم الآبار المهجورة بالمحيط الغابوي لجماعة لعوينات وضواحي مدينة جرادة؛ بالإضافة الى ثلاثة مذكرات تفاهم تهدف في مجملها دعم التنمية المستدامة للساكنة المحلية، وتعكس التزام الأطراف المشاركة بتحسين ظروف عيش الساكنة المحلية مع الحفاظ على الموارد الطبيعية.

وقد اختتمت الزيارة بتسليم طائرة الدرون متعددة الاستخدامات وعالية الأداء إلى المديرية الجهوية للوكالة الوطنية للمياه والغابات لجهة االشرق مما يمثل خطوة هامة نحو تحديث مهام الوكالة، حيث سيساهم هذا الجهاز الجديد في تعزيز قدرة الوكالة على مراقبة وتدبير الموارد البيئية الغابوية بشكل أكثر كفاءة ودقة.

قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى