جماعات تُعاني العطش والويلات وأخرى تعيش على نغمات التبوريدة
هبة بريس- الرباط
غريبٌ أمر البعض من ممثلي الشأن المحلي، المنتخبين ديمقراطيا…جماعاتهم تعاني الويلات، عطشا وضعف بنيات تحتية، وتفشي البطالة والعطالة، فيما ترقص ابتهاجا ونشاطا و” اضرب اعطيه” على نغمات الموسيقى والمهرجانات والحفلات وطلقات البارود..رغم بعض ايجابياتها في خلق الرواج وانعاش بعض المهن الموسمية…
ففي زمن العطش ونُذرة المياه التي تخيم على العديد من الجماعات الترابية ببلادنا، بسبب توالي سنوات الجفاف واجتفاف الوديان والأنهار والعيون وبعض المصادر المائية، وفي ظل الظرفية الاقتصادية وغلاء الأسعار التي أثقلت كاهل جيوب مختلف الطبقات الاجتماعية، تتنافس العديد من الجماعات والأقاليم على تنظيم مهرجانات بميزانيات ضخمة، أثقلت الوعاء المالي لهذه الأخيرة التي كان من المفروض برمجة ميزانياتها في تنمية القرى والمسالك الطرقية وخلق فرص شغل لشباب المناطق المغنية بهذه الحفلات…
والغريب كل الغريب، أن كثيرين ممن يحملون شعار انتقاذ هاته المهرجانات والحفلات ويلقون باللوم على هؤلاء المسؤولين المنتخبين، بل ويعيبون عليهم تنظيمها في هاته الفترات الحساسة، ( تجدهم) هم أنفسهم يرقصون و” يعيشون اللحظة”، عند أول لحظة من تنظيمها، وهم أنفسهم كانوا قبل ذلك يملؤون الفضاء الأزرق انتقاذا وتحليلا وتعليقا…يا للغرابة…
نعم ينتقذون وراء شاشات حواسيبهم وهواتفهم النقالة، ويرقصون ويستمتعون ويهللون ويلتقطون الصور التذكارية مع فنانيهم المفضلين في الواقع وبأرض الميدان، في أسلوب ينم عن الازدواجية في معايير الاختيار وابداء الرأي…
واقع يُسائل هؤلاء القائمين على الشأن المحلي بجماعاتهم، عن مدى احترامهم لبرامجهم الانتخابية التي أعلنوا عنها إبان حملاتهم الانتخابية وهم يتصببون عرقا، يتوسلون أصواتا لعلها تمنحهم الشرعية لتلقد كراسي المسؤولية…
برامج انتخابية حينها، كانت تحمل الأمل، وتحمل بوادر التغيير، كلها تنطلق من منطلق واحد وتصب في ذات المنبع، ألا وهو العمل على تحقيق التنمية والحياة السعيدة، حينها تعهد أصحابها ب” خلق فرص الشغل، محاربة البطالة، اصلاح الطرقات والمسالك والمدارس والمستوصفات، واللائحة طويلة….”،
فمنهم من ظلوا مُلتزمين بتعهداتهم رغم الاكراهات، ومنهم من تنكروا وتجبروا، وتغيّروا، ولم تعد تهمهم هموم المواطنين ولا أصوات المنتقذين الايجابيين، ف” قلبوا الفيستة”…
ومنهم من ركبوا موجاتهم غير موجات التغيير التي عاهدوا الله عليها ومنتخبيهم إبان حملاتهم، فرسموا لمسارهم الانتخابي التدبيري، مسارا جديدا بأولويات أخرى بطابع الشخصنة، فضاعت بذلك المصالح العامة…وايا حسرتاه…