سمُّ العقارب بعاصمة بني مسكين يواصل حصاد الأبرياء.. فما رأي الوزارة الوصية؟
محمد منفلوطي_هبة بريس
في أقل من شهر، طفلة ثانية صغيرة في ربيعها الثامن، تلاقي ربها بعد مضاعفات خطيرة ناجمة عن لسعة عقرب بدوارها بجماعة أولاد عامر بني مسكين البروج اقليم سطات، لتلتحق ببريئة أخرى كانت قد قضت نحبها في وقت سابق بذات السبب…
طفلة بريئة ذهبت ضحية هذا السم الغادر الذي فتك بصغيرة أخرى قبل شهر، مما خلف موجة استنكار وحزن شديدين بين صفوف ساكنة المنطقة وبعض الفاعلين السياسيين أو الجمعويين أو بعض الغيورين…
واقعة اليوم تفاعل معها الفاعل الجمعوي والسياسي ” محمد الناشد” بمنطقة البروج، معلقا على صفحته الفايسبوكية قائلا:
” كلما اشتد الحر اشتدت معه محنة سكان بني مسكين مع كابوسهم المخيف الذي أصبح يحصد الأرواح البريئة دون سابق إنذار أو اشعار،والمتمثل في لسعات العقارب”.
و أضاف المتحدث قائلا: ” قد فقدنا منذ بداية فصل الصيف بريئتين ذنبهما الوحيد أنهما متواجدتان بمنطقة تكثر فيها العقارب وتنعدم فيها كل السبل لمحاربة هذه الآفة بمستشفى القرب بالبروج الذي يجد العاملين به أنفسهم مكتوفي الأيدي أمام انعدام التجهيزات والأدوية المخصصة لذلك، في غياب قسم للانعاش قادر على تجنيب هؤلاء الأطفال خطر الموت المحقق وهم يقطعون أكثر من مائة كيلومتر بحثا عن ملاذ لطرد السم من أجسامهم الصغيرة”.
وتساءل ذات المتحدث: ” فمتى سيكتفي المسؤولون بالمشاهدة دون تحريك ساكن كأن موت هؤلاء الأطفال لا يعنيهم في شيء…… على حد قوله.
وختم تدوينته بالدعاء للبريئة : ” اللهم ارحمه هذه الطفلة وارزقنا وأهلها الصبر ونحن نترقب ضحايا جدد في حالة تأخر الجهات المسؤولة عن إيجاد حلول ناجعة لهذه الكارثة”.
هذا وكانت وزارة خالد آيت الطالب، قد حذرت في وقت سابق من خطورة لسعات العقارب ولدغات الأفاعي، وشددت خلال اليومين الماضين على أن فصل الصيف يعرف ارتفاعا في حالات الإصابات في بعض الجهات، خاصة بالمجال القروي، وأن الخطورة تكمن خاصة عند الأطفال، وأكدت أنها زودت المستشفيات بالمناطق الأكثر إصابة بالمعدات الطبية والأدوية الضرورية، كما تم توزيع كميات كافية من تركيبة دوائية ضد لسعات العقارب، ومن الأمصال المضادة للدغات الأفاعي، مذكرة بأن المصل المضاد للعقارب لم يعد مستعملا لعدم فعاليته العلاجية.
فهنا بإقليم سطات، يتساءل كثيرون عن صمت الجهات المعنية، وعدم قيامها بأي تحرك يذكر، انسجاما والتعليمات الصادرة عن الوزارة الوصية في هذا الصدد، في ظل غياب حملات تحسيسية توعوية، ولا لقاءات اعلامية، ولا رؤية واضحة من شأنها أن تكشف عن الاجراءات المتبعة في هذا الصدد..
مواطنون آخرون يتساءلون عن حصة مستشفى الحسن الثاني بسطات من هذه الأمصال، وهل فعلا تم التوصل بها أم لا؟ علما أن بعض المناطق بالإقليم تعد مرتعا خصبا لأنواع السموم خاصة بمنطقة البروج، حيث تسجل هذه الكائنات السامة نشاطا عدوانيا مرتفعا خاصة في فصل الصيف.