فيديوهات التدريس في الأقسام: من أداة تعليمية إلى وسيلة للبحث عن الشهرة؟
هبة بريس : عبد السلام بلغربي ، محمد زريوح
شهدت مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة فايسبوك وتيكتوك، مؤخراً انتشاراً واسعاً لمقاطع فيديو مصورة من داخل الفصول الدراسية، تظهر فيها أستاذات وهن يقدمن دروسهن، سواء في المؤسسات التعليمية العامة أو الخاصة. هذه الفيديوهات، التي غالباً ما تركز على طرق تدريس تلاميذ الصف الأول الابتدائي في تعلم نطق وكتابة الحروف، تحظى بآلاف المشاهدات والإعجابات، خاصة على منصة تيكتوك.
إلى هنا، يمكن اعتبار هذه الظاهرة إيجابية إلى حد ما، حيث تبرز كفاءة الأستاذات وقدرتهن على إيصال المعلومة في تفاعل إيجابي مع تلاميذهن. إلا أن التساؤل الذي يطرح نفسه: هل ستبقى هذه الفيديوهات في إطارها التعليمي، أم أنها قد تتجه نحو مسار آخر يشبه ما حدث مع ظاهرة “روتيني اليومي” على اليوتيوب؟
“روتيني اليومي” بدأ كنشر لمقاطع فيديو يومية لبعض ربات البيوت يعرضن أشغالهن المنزلية بشكل بسيط ومحترم، لكنه تطور لاحقاً إلى محتوى غير أخلاقي مع دخول بعض الفئات التي استغلته لكسب المزيد من المتابعين والأرباح. هذا النموذج يشير إلى المخاطر المحتملة التي قد تصاحب أي محتوى على منصات التواصل الاجتماعي إذا لم يتم ضبطه ووضع ضوابط تحكمه.
ما يبدأ على مواقع التواصل الاجتماعي كمحتوى بسيط ومقبول، قد يتحول إلى شيء مختلف تماماً عند خلطه بالرغبة في زيادة المشاهدات والإعجابات. الأقسام الدراسية يجب أن تبقى مكاناً للتعليم والتربية على القيم، وليس ساحة لاستغلالها بهدف تحقيق الشهرة أو كسب المتابعين.
فهل ستتحرك الجهات المعنية بقطاع التربية والتعليم لوضع ضوابط لهذه الظاهرة قبل أن تتفاقم وتتحول إلى “روتين يومي” جديد داخل الفصول الدراسية؟