مع كل دخول مدرسي.. من يقف وراء تمرير الخطابات التيئيسية؟
هبة بريس_ الرباط
الدخول المدرسي لهذا الموسم، له نكهة خاصة، سيما وأنه تزامن ومحطة الاحصاء الوطني للسكان والسكنى، وهو الاستحقاق الوطني الذي ظل لعقود يُعول على خدمات نساء ورجال التعليم وخبراتهم وذراياتهم بالمجال الجغرافي والتقاليد المغربية العريقة وطبيعة المجتمع، فكان النجاح حليفهم مع كل محطة، قبل أن تطاله هاته السنة موجة من الانتقاذات وخلال ” الوقت الميت”، بمسميات عدة وتهم لا تليق بأصحابها..
فمن يقف وراء تمرير مثل هءه الخطابات التيئيسية وما الهدف من ورائها ؟
فمع كل دخول مدرسي حتى وإن تزامن وذلك وأوج الأزمات من غلاء الأسعار وتوالي سنوات الجفاف، إلا وخرجت عينات من قوم بأصوات وصور وفيديوهات تتناغم والمرحلة، هدف أصحابها تبخيس المجهودات وتقزيم الأدوار الوطنية التي يقوم بها منتسبو المنظومة التعليمية ومنتسباتها من الشريفات العفيفات، من خلال توزيع الاتهامات المجانية، وتارة عبر اطلاق الأوصاف القذرة…
لماذا بات البعض من هؤلاء يتفننون في إظهار الوجه القبيح، والعمل على طمس الحقيقة الكاملة للمجهودات المبدولة من قبل شرفاء منظومة التعليم الذين يبذلون الغالي والنفيس خدمة لأبناء الوطن؟
إن انتشار بعض التصريحات هنا، وهناك، على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل البعض بأساليب غير بريئة وغير واقعية، لمن شأن ذلك أن يساهم في اتساع الهوة بين المدرسة العمومية ومرتفقيها، بيد أن واقع الحال يثبت بالملموس عكس ما يتم تداوله، إذ عرفت منظومتنا التعليمية قفزة نوعية فيما يخص تطوير وتجويد العرض التربوي وتحسين البنيات التحتية للمؤسسات التعليمية تماشيا ومنظور الإصلاح.
لنقول لهؤلاء وبصوت عال: ” اتقوا الله في منظومتكم التعليمية”.
ونحن نعيش وضعا استثنائيا في زمن الأزمات، كان من الأوْلى والأجدر أن تُطوى صفحة الخلافات وحُمّى الصراع والمزايدات، وأن يؤسس هؤلاء المغردون خارج السرب من أعداء المدرسة العمومية، ( يؤسسوا) لعقد مجتمعي بروح من الوطنية الحقة آخذين بعين الاعتبار حساسية المرحلة، عقد مجتمعي تكون فيه الغلبة للمصلحة الفضلى للبلاد والعباد بعيدا عن المصالح الشخصية الضيقة وماتخفي الصدور من غل اتجاه المنظومة وشرفائها وشريفاتها من نساء ورجال التعليم المرابطين بالمداشر والقرى والحواضر لتعليم وتلقين أبناء هذا الوطن قيم الأخلاق ومكارم الخلق والوعي المجتمعي وتطوير المعارف.
نعم، قد يُفهم من خطاب المقال هذا – لاسيما لدى البعض ممن يخالفون الرأي وهذا حقهم مادمنا في دولة المؤسسات التي تؤمن بالرأي والرأي الآخر-، قد يفهم بأن الأمر لايعدو سوى أن يكون نوعا من التطبيل والتزمير والتضليل أو حتى التنميق لغاية ما، هذا على حد معرفتهم ونوايا بعضهم، لكن في المقابل يبقى المغزى والهدف من ذلك أسمى وأكبر، لسبب وحيد وأوحد هو أننا لاننكر فضل المدرسة العمومية ورجالاتها ونسائها الشرفاء والعفيفات، علينا وعليكم وعليهم، إذ أن كل من علمك حرفا صرت له عبدا ليس بمفهوم العبودية المطلق كما يظن البعض…اذ لاينكر الفضل إلا جاحد أو متعنت.
لنُعيد عقارب الزمان إلى الوراء، وخاصة خلال جائحة زمن كورونا والتدريس عن بعد، حينها وقف شرفاء المنظومة ومعهم وقفن شريفاتها، ليواصلون التدريس والتلقين واعداد الكابسولات كحل استراتيجي حينها من أجل ضمان حق المتعلم الدستوري.
ونحن نعيش على وقع محطة الدخول المدرسي الجديد، لابد أن نشيد بالدور الريادي لشرفاء المهنة من الأساتذة والأستاذات الشرفاء النزهاء (بالرغم من ظروفهم المادية والمهنية القاسية) يحاولون إرجاع الثقة للمدرسة المغربية العمومية عبر إشاعة روح التطوع والمبادرات الفردية…
إنهم شرفاء منظومة التعليم، الذين على أيديهم تُفتح أبواب الحجرات الدراسية بكل عزيمة وعزة نفس لتنفض الغبار، وتنير العقول البريئة،..وهو ما ينطلب تقديم الدعم لها وتحفيزها وخلق فضاءات تربوية وإدارية تليق بها، وتذليل الصعاب أمامها للقيام بواجبها الوطني والانساني في تربية النشء، بدل قزيم أدوارها والزج بها في نقاشات عقيمة.