موجة الحرارة و الاجهاز المائي بالمغرب “تبخر مياه السدود”
ع اللطيف بركة : هبة بريس
تشهد أقاليم المغرب ، على مدى أسبوعين ، موجة حرارة وصلت في أقصاها إلى 49 درجة مئوية ، مما يساهم بشكل كبير في تعميق ازمة الاجهاز المائي بسبب تبخر مياه سدود المملكة وتراجع مخزونها ، وضعية يقابلها ضرورة وضع برامج واجراءات تقلل من خطر الوصول إلى مرحلة العطش خصوصا بالأماكن المهددة .
– ظاهرة تبخر مياه السدود
عمقت ظاهرة تبخر المياه أزمة التزود بالماء الشروب بعدد من المناطق والمدن المغربية، لا سيما بالمناطق الجنوبية والشرقية للمملكة، وذلك نتيجة درجات الحرارة المفرطة التي فاقمت الإجهاد المائي، و الذي يعاني منه المغرب منذ 6 سنوات.
وكان وزير التجهيز والماء نزار بركة، خلال عرض قدمه في وقت سابق ، أمام مجلس المستشارين جوابا على أسئلة الفرق البرلمانية حول الوضعية المائية والإجراءات التي اتخذتها الحكومة لمواجهة الأزمة المائية التي يعرفها المغرب، أن توالي سنوات الجفاف التي عرفها المغرب، وارتفاع درجات الحرارة القياسية التي سجلتها البلاد، أفقدت المغرب أكثر من مليون و500 ألف متر مكعب من مياه حقينة السدود بسبب عملية التبخر كل يوم.
وأكد المسؤول الوزاري، أن واردات المغرب التي كانت تقدر كل سنة ب 11 مليار متر مكعب خلال 70 سنة الماضية، تراجعت خلال الأعوام الماضية إلى 8 مليار متر مكعب، لتصل خلال الثلاث سنوات الأخيرة إلى 3 مليار متر مكعب فقط.
وشدد بركة على أن حقينة السدود من المياه تراجعت هي كذلك إلى 23 بالمائة، بعدما كانت في السابق 31 بالمائة، مضيفا أن تراجع الفرشة المائية من التحديات التي يواجهها المغرب، حيث “تراجعت خلال هذه السنة ب 5 أمتار في بني عمير، وب 4 أمتار في كل من سوس وبرشيد، وذلك بسب الاستغلال المفرط لها، دون أن يتم تجديدها، بسبب ضعف التساقطات.
– رأي خبراء المناخ
يرى خبراء المناخ أن ظاهرة تبخر المياه خاصة في فصل الصيف تؤرق الشأن المائي في المغرب، خصوصا في الظرفية الحالية التي تتسم بالجفاف و تمر منها المملكة منذ أكثر من 6 سنوات والتي أثرت بشكل كبير على الموارد المائية للبلاد.
ويجمع خبراء المناخ ، أن ظاهرة تبخر المياه تُفقد المغرب ما بين مليون ومليون ونصف مليون متر مُكعب من المياه بشكل يومي، خصوصا خلال موجة الحر التي يسجلها المغرب والتي تفوق 40 درجة حرارة مئوية.
وسجل المغرب خلال الأسبوعين أرقاما مرتفعة في درجة الحرارة، والتي من شأنها أن تُسرع من عمليه تبخر المياه وتساهم في تأزيم الوضع المائي الحالي في البلاد.
وفي نفس السياق لم تتجاوز نسبة ملأ أغلبية سدود المملكة نسبة 29 في المائة ، وأحواض مائية تعيش وضع مائي استثنائي وخطير مثل حوضي أم الربيع وسوس ماسة اللذين سجلا أرقاما جد متدنية، إضافة إلى تبخر المياه، (يبين) أن هذا الوضع يهدد بشكل مباشر الأمن المائي في البلاد.
ويوضح خبراء المناخ والماء ان هذه الظاهرة الطبيعية تحتاج إلى تفكير وبحث عن حلول وبدائل من أجل الحفاظ على الموارد المائية في المغرب، رغم أن البلاد منفتحة على موارد مائية غير تقليدية وفي مقدمتها تحلية مياه البحر، وإعادة استعمال المياه العادمة في سقي المساحات الخضراء والملاعب والرياضية كذلك.
ويضيف هؤلاء أنه من خلال هذا الوضع لازلت هناك قرى ومدن ومداشر تسجل انقطاعات متكررة وتعرف عجز مائي الذي هو تراكمي ولسنوات، كما أن المملكة تعيش للسنة السادسة على التوالي إجهادا مائيا الذي أصبح هيكلي مع مرور السنوات.
وفي سياق متصل يرى المهتمون بالشأن البيئي ،أن الحكومة ولمواجهة الإجهاد المائي قامت بمجهودات استباقية وسارعت الخطى من أجل تنويع العرض المائي وجعله يعادل مستوى الطلب، وأن المغرب يشتغل في إطار سياسة البرنامج الوطني لتوفير الماء الصالح للشرب ومياه السقي والذي عبره يتم اليوم استقطاب عدد كبير من الشاحنات الصهريجية مملوءة بالمياه أو إنشاء محطات تحلية المياه الباطنية المالحة من أجل تنويع العرض المائي، خصوصا أن ظاهرة الانقطاع لم تعد مقتصرة على المداشر والقرى بل أصبحت تمس المدن الكبرى التي تعرف كثافة سكانية كبيرة وإقبالا متزايدا على هذه المادة.
ويشهد فصل الصيف اقبال كبير على المياه من طرف المواطنين ، وبالتالي، فالجميع مطالب بترشيد استعماله من هذه المادة الحيوية بسبب قلة التساقطات المطرية وتراجع حقينة السدود .